تفسير رؤية الأنبياء عليهم السلام

img

تفسير رؤية الأنبياء عليهم السلام

آدم عليه السلام :

قال عبد الغني نابلسي :

من رآه في المنام فإنه أذنب ذنباً فليتب منه, وربما دلت رؤيته على الوالد أو السلطان إو على العلم , ومن رأى أنه يذبح آدم عليه السلام فإنه يغدر بالسلطان أو يعق والديه أو معلمه  , ومن رأى آدم عليه السلام على هيئة نال ولاية إن كان لها أهلاً , فإن رأى كأنه كلمة نال علماً

وقيل : من رأى آدم عليه السلام اغتر بقول أعدائه ثم يفرج عنه بعد مدة و فإن رآه متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم العودة إلى المكان الأول اخيراً , ومن صار آدم عليه السلام ومن صار آدم عليه السلام أو صاحبه أو انتقل إلى إلى صفته فإن كان للخلافة أهلاً نالها , وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه أو نال علماً لا يجاريه فيه أحد الناس . وربما دلت رؤيا المنام في الدنيا , وعلم عبارتها

وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالاحباب , وربما دلت رؤيته على كثرة النسل وتدل رؤيته أيضاً على السهو والنسيان , وربما دلت على المكيدة والحيلة وعلى معاشرى من يعالج الحيات , أو يصنع السموم , أو يرتزق من استحضار الشياطين  , ويتكلم على ألسنتهم .

وربما دلت رؤيته اللباس الخشن والبكاء , وربما دلت على التنكيد الرائي من سبب مأكول . وربما دلت رؤيته على السفر البعيد , وربما كان إلى الجعة التي نزل بها آدم عليه السلام وربما رزق الرائي مريضاً بعينه أفاق من شكواه .

وربما دلت رؤيته على الخدم والسجود للملوك . ومن رآى أدم عليه السلام ناقص  الحال ربما نقص حال كبير الرائي الحاكم عليه أو تغيرت مكاسبه أو صنعته ومن رآه في حال حسن عاد خير كبيره عليه.

وتدل رؤية آدم عليه السلام على المراتب الأولى و النجاح و إعتلاء المراكز العليا لمن يليق به ذلك .

حواء عليها السلام:

رؤيتها في المنام تدل على البركة في الزرع والثمار، وتاج الأولاد، وإدرار الفوائد من الصناعة، كالنسيج والحراثةوالحدادة وغير ذلك. وربما دلت رؤية آدم وحواء عليهما السلام على النقلة من محل شريف إلى ما دونه، وعلى الزلل والوقوع في المحذور، وشماتة الحاسدين وعلى الهمومأوالأنكاد من الجيران، وتدل رؤيتهما على النكد من الأزواج والأولاد، وعلى قبول المعذرة والتوبة والندم على ما فات. فإن رأت | المرأة حواء عليها السلام في المنام، أدخلت الهموم والأنكاد على زوجها بسبب الصداقة بمن لا يليق بها صحبته . وربما ابتليت في نفسها بېلوي شديدة ، لأنها أول من حاضت من النساء. وربما عالجت الحمل والولادة، وربما رزقتأولاد صالحين، وإن كانت مفارقة لزوجها أو غائبة عنه عادت إليه، واجتمعت به وربما رزقت رزق حلالا

من كدها، وربما كان من نسلها من يسفك الدماء، ويقتل النفس التي حرم الله تعالى قتلها، ومن بموت شهيدا.

ومن رأى حواء عليها السلام، فإنه يغتر يقول امرأة. وقد يكون رجلا يسمع قول امرأته. ومن رأى حواء عليها السلام بوجه جميل، فإنها أمه لأنها أم المسلمين. وإن كان في غم فرج عنه، وإن فعل بأمر امرأة ندم وزالت رياسته، حوالة في المنام : دالة على استحالة الأحوال من الخير إلى الشر، ومن الشر إلى الخير ، ومنه حال فلان عن العهد، وربما دلت الحوالة على المغرم للمحيل، وعلى الفائدة للمحال عليه  ويقال : الحوالة ما يجري له من الخير والشر . حوت: تدل رؤيته في المنام على اليمين، وربما دلت رؤيته على معبد  الصالحين، ومسجد المتعبدين، وربما على دلت رؤيته على الهم والنكد، وزوال المنصب، وحلول الغضب، ورؤية حوت يونس عليه السلام في المنام : أمن للخائف، وغنى للفقير، وفرج لمن هو في شدة، وملك لمن يليق به الملك، وكذلك رؤية سجن يوسف عليه السلام والكهف والرقيم، وتنور نوح عليه السلام.

إدريس عليه السلام :

من رآه في المنام أكرم بالورع , وختم له بخير, وصار مجتهد في العبادة بصيرآ حليمآ عالماً . ومن صار إدريس في منامه أوعلى صفته كثر علمه أو تقرب من الأكابر ونال المنازل العالية. ومـن صاحبه صاحب إنسانا كذلك, وإن راه ناقص الحال عاد نقصه على الرائي

قال عبد الغنى النابلسي

إسحاق عليه السلام :

رؤيته في المنام دالة على الهم والنكد الا أن يكون له ولد عقه , فإنه يرجع إلى طاعته وربما دلت رؤيته على البشارة والأمن من الخوف. وقيل: من رأى إسحاق عليه السلام أصابه شدة من بعض الكبراء والأقرباء ثم يفرج اهلا عنه ويرزقه عزاً وشرفاً وبشارة وتكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله , هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله فإن رآه متغير الحال ذهب بصره , وربما دلت رؤيته على الخروج من هم إلى فرج ومن ضيق إلى سعة ومن معصية إلى طاعة ومن عقوق إلى صلة . ومن رأى أنه تحول في صورة إسحاق عليه السلام وليس ثوبه , فإنه يشرف على الموت ثم ينجو منه .

إسماعيل عليه السلام:

من رآه في المنام فإنه ينال فصاحة ورياسة ويبني مسجداً , وربما دلت رؤيته على أن إنسانة يعده وعداً وهو في قوله صادق . وقال: إن من رآه رزق السياسة أو يعين على اتخاذ مسجـد , وقيــل: إن مـن رأى إسماعيل عليه السالم أصابه هم من جهة أبيه يسهل االله تعالى ذلك عليه .

الأنبيــاء والمـرسلـون

سمعـت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ قال: اشتريت جارية أحسبها تركيية , ولم تكـن تعـرف لسـاني , ولا أعرف لسانها , وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها , قال: فكانت يوما من الأيام نائمة فانتبهت وهي تبكي , وتصيح , وتقول: يا مولاي ! علمني فاتحة الكتاب , فقلت في نفسي : انظر  إلى خبثها تعرف لساني , ولا تكلمني به: فاجتمع جواري أصحابي , وقلن لها , لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه , فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجال غضبان وخلفه قوم كثيره وهو يمشي, فقلت: من هـذا , فقالوا: موسى عليه السلام , ثم رأيت رجال أحسن منه , ومعه قوم وهو يمشي , فقلت: من هذا ؟ فقالوا: محمد صلى الله عليه وسلم  فقلت : أنا أذهب مع هـذا , فجاء إلى باب كبير , وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معـه , ودخلوا وبقيـت أنـا وامرأتان , فدققنا الباب , ففتح وقيل:من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب : يؤذن له فقرأ لهما , وبقيت أنا , فعلمني فاتحة الكتاب. قال: فعلمتها مع مشقة كبيرة ,فلما حفظتها ,  سقطت ميتة , قال الأستاذ أبو سعد ـ رحمه الله  ـ رؤيـا الأنبياء صلوات الله عليهـم أحـد شيئين : إما بشارة , وإما إنذار , ثم هي ضربان: أحدهما: أن يرى نبيه على حالته, فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه. وكمال جاهه , وظفره بمن عاداه , والثانى : يراه متغير الحال, عابس الوجه , فذلك يدل على سوء حاله. وشدة مصيبته , ثم يفرج الله عنه أخيراً , فإن رأى كأنه قتل نبياً , دل على أنه يخون في الأمانة , وينقض العهد , لقول الله تعالى : ﴿ فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ﴾ ( النساء : 155 ) .

هـذا على الجملة. وأما على التفصيل : فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته , نال ولاية عظيمة , إن كان أهلاً لها ,] لقول الله تعالى: ﴿ إنّي جَاعلٌ فِي الأرِض خَليِفَةٌ ﴾ ( البقرة : 30) . فإن رأى أنه كلمه , نال علماً  لقول الله تعالى : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسَمَآءَ كُلَّهَا ﴾ ( البقرة : 31 ) .

وقيل : إن من رأى آدم اغتر يقول بعض أعدائه , ثم فوج عنه بعد مدّة. فإن رئي متغير الّلون. والحال , دل ذلك على انتقالي من مكان إلى مكان , ثم على العود إلى المكان الأول أخيراً .

ومن رأى شيثأ عليه السلام 

نال أموالاً  وأولاداً , وعيشة راضية .

ومن رأى إدريس 

أكرم بالورع , وخُتم له بخير .

ومن رأى نوحاً عليه السلام 

طال عمره وكثر بالاؤه من أعدائه , ثم رزق الظفر بهم وأكثر شكره لله  تعالى , لقول الله تعالى : ﴿ إنَّهُ كَانَ عَبْدَاً شَكوُراً ﴾ (الإسراء : 3 )

وتزوج امرأة دينة . فولدت له أولاداً .

نوح عليه السلام من رآه في المنام فإنه يعيش عيشاً طويلاً وتصيبه شدة عظيمة وأذى من الناس، ثم يظفر بهم ويرزق أولاداً من زوجة رديئة ويكون شكوراً، وقيل: من رأى نوحاً عليه السلام فإنه يكون رجلاً عالماً مجتهداً في طاعة الله تعالى حليماً ذا أعداء كثيرين وينصر عليهم، وينال ولاية عظيمة ولا يطيعه فيها أصحابه ثم يظفر بم بإذن الله تعالى، وقيل: رؤيا نوح عليه السلام تدل على كثرة المطر في ذلك العام لما كان في زمانه من كثرة المياه، ومن رأى نوحاً عليه السلام فإنه رجل له أعداء وجيران يحسدونه وسينجو منهم وينتقم الله مهم، وقيل: إن ريا نوح عليه السلام تدل على هلاك الكفار ودمارهم وعلى أمان المؤمنين ونمائهم، وإن رئي في قحط دل على كثرة الأمطار، وإن رئي في سفينة دل على نجاتها ونجاة من فيها، وقد تدل رؤيته على قوة أهل البدع والفجور وضعف أهل الإيمان، ورؤيته عليه السلام تدل على طول العمر في طاعة الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان الرائي ملكاً عصته رعيته وجاهروه بالعداوة، وتدل رؤيته على النوح من اسمه.

وتدل رؤيته على معاداة الأهل والانتصار عليهم، وتدل رؤيته على القحط وغلو الأسعار، وربما دلت رؤيته على تفريج الهموم والأنكاد ونزول الغيث، والنكد من الأولاد لمخالفتهم له، وربما دلت رؤيته على صنعة التجارة والزرع وتسوية السفن والأسفار في البحر وحمل المتاع المختلف الطعم والجنس، وتدل رؤيته على كل من له علم بأنساب الآدميين والحيوان والطير لحمله ذلك في السفينة بإذن الله تعالى، وربما دلت رؤيته على رد المسألة أو الندم على ما فرط منه في حق أهله، وربما ارتد أحد من أولاده عن دينه أو مذهبه أو سنته، وامتحن لأجل ذلك بمحنة ومات عليها عاصياً، وربما منعت شفاعته، والمرأة إذا رأت نوحاً دل على عصيانها لزوجها وطاعتها لذوي الأرحام من الأهل والعشيرة، وكذلك الحكم فيمن رأت من النساء لوطاً عليه السلام، بخلاف من رأت فرعون في المنام فإنه يدل على طاعتها لله تعالى وكتمانها لإيمانها.

ومن رأى هودا عليه السلام 

تسفه عليه أعداوه , وتسلطوا على ظلمه , ثم  رزق الظفر بهم , وكذلك من رأى صالحاً عليه السلام .

هود عليه السلام:

من رآه في المنام فإنه يسلط عليه قوم سفهاء جهال ثم يظفر بهم وينجو من شدة عظيمة لقول الله تعالى (( وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ))  [هود: 58]. ومن رأى هوداً عليه السلام يرى رشداً وخيراً وينجو قوم على يده.

 

إبراهيم عليه السلام :

رؤيته في المنام تدل على الخير والبركة والعبادة والشيخوخة والرزق والإيثار والاهتمام بالابنية الشريفة والذرية الصالحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى وهجران الأهل والاقارب في طاعة الله تعالى, وتدل رؤيته عليه السلام على الوالد المشفق لأنه أبو الاسلام الذي سمانا مسلمين . وربما دلت رؤيته على وقوع في الشدائد والسلامة منها , وربما دلت رؤيته على النكد ولإصلاح ذات البين أو لما يرجوه من الخير , وإن كان الرائي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا داخله في ذلك غلط أو خلل . وربما دلت رؤيته على التشريع والمحافظة على الخير والهجران وإخوان السوء . وربما دلت رؤيته لمن لمسه على المحبة لله تعالى , وإن لمس عضوأ من أعضاء الرائي وكان الرائي يشكو من ذلك العضو عافاه الله تعالى وأزال شكواه . وتدل رؤيته على الحج , وإن رأت أمرأة ابراهيم عليه السلام في منامها نكدت من زوجها بسبب ولد من أولاده , ويجري على بعض أولادها شدة ويسلم منها .

وربما دلت إن كان للرائي أولاد أن يطلق أحدهم زوجته بسببه , ومن صار في منامه ابراهيم عليه السلام أو صاحبه دل على البلاء من الأعداء لكن ينصر . وربما تولى ولاية وإمامة ويكون عادلاً فيها . أو يصاحب إنساناً كذلك أو يرزق بعد الإياس منهم , وربما قدمت عليه رسل الأكابر بالبشارة . ومن رأى إبراهيم عليه السام فإنه ينتصر على أعداءه وينال زوجة مؤمنة وتصيبه شدة وضيق من ملك وينجو منه , ومن رآه يدعوه إليه فأجابه بالتلبية وأسرع إليه رفعت منزلته , وإن رآه ناداه فلم يجبه ورآه يتهدد ويتوعد أو رآه عبوساً فإما أن يكون متخلفاً عن الحج مع وجود السبيل إليه أو تاركاً للصلاة أو طاعناً على الإمام أو منافقاً . وإن رآه كافر أسلم أو مذنب تاب أو تارك للصلاة عاد إليها ومن تحول إلى صورة إبراهيم عليه السلام أو لبس ثوبه أصابته بلوى وربما دلت رؤيته على ذهاب الغم والهم وأصابه خير , وإدارك الدنيا الواسعة والهداية . وقيل : إن رؤية إبراهيم عليه السلام عقوق للاب.

ومن رأى إبراهيم عليه السلام

رزق الحق إن شاء الله , وقيل: إنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم , ثم ينصره الله عليه وعلى اعدائه , ويكثرالله  له النعمة, ويرزقه زوجة صالحة , وقيل  إن رؤيـا إبراهيـم عليـه السلام عقــوق الأب .

و حكي أن سماك بن حرب كفَّ فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه , وقال : انت الفرات , فاغتمس فيه , يرد الله عليك بصرك . فلما أنتبه فعل ذلك . فأبصر

ومن رأى إسحاق عليه السلام أصابه شدة , في بعض الكبراء أو الأقرباء , ثم يفرج الله عنه , ويرزق عزاً وشرفا ً , وبشارة , ويكثر الملوك , والرؤساء من نسله. هـذا إذا رآه على جماله , وكمال حاله. فإن راه متغرب الحال , ذهت ببصره , نعوذ بالله ومن رأى إسماعيل عليه السلام , رزق السياسة والفصاحة , وقيل: إنه يتخذ مسجدآ , أو يعين عليه : لقول الله تعالى : ﴿ وإذْ يَرْفَعُ إبّراهيم القَوَاعِدَ مِن اِلْبَيْتِ وإسماعيلُ ﴾ (البقرة : 127 ) .

وقيل : إن من رآه  أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه

ومــن رأى يعقوب عليـه السلام

أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه . ويؤتيه محبوبه .

ومن رأى يوسف عليه السلام

فإنه ذكى يصيبه ظل وحبس, وجفـاة مــن أقربائه , ويرمى بالبهتان , ثم يؤتى ملكاً , وتخضخ له الأعداء , فقد قيل في التعبير أن الأخ عدو , وهذه الرؤيا دليل على كثرة صدقة صاحبها , لقول الله تعالى : ﴿ وتصدق علينا ﴾ ( يوسف : 88) . وقد حكى أن بعض الناس رأى كأن يوسف عليه السلام ناوله إحدى خفيه . فانتبه وقد صار معبراً .

وحكي أن إبـراهيــم بـن عبـد الله الكرماني , رأى كأن يوسف عليه السلام كلمه , فقال له: علمنى ما علمك الله .

فكساه قميص نفسه , فاستيقظ وهو أحد المعبرين . وعن ابن سيرين قال: رأيت في المنام كأني دخلت الجامع . فإذا أنا بمشايخ ثلاثة. وشاب حسن الوجه إلى جانبهم , فقلت للشاب : من أنت رحمك الله , قال: أنا يوسف , قلت: فهؤلاء  المشيخـة , قـال: آبـائي إبـراهيـم , وإسحاق , ويعقوب . فقلت: علمني مما علمك الله ! قال: ففتح فاه , وقال انظر ماذا ترى , فقلت: أرى لسانك. ثم فتح فاه , فقال: انظر ماذا ترى , فقلت : لهاتك , ثم فتح فاه. فقال: انظر ماذا ترى؟ قلت: أرى قلبك. فقال: عثر ولا تخف , فأصبحت وما قُصَّت علي رؤيا إلا وكأني أنظر إليها في كفي .

ومن رأى يونس عليه السلام

فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبساً وضيقاً , ثم ينجيه الله تعالى وهذه الرؤيا تدل على أن صـاحبهـا يسرع الغضب والرضا , ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة .

ومـن رأى شعيبــاً عليه الســلام

مقشعراً  , فإنه يذهب بصره , فإن رآه على غير تلك الحالة , فإنه يبخسه قوم حقه عليهم  ويظلمونه , ثم يقهرهم , وربما دلت هـذه الرؤيا على أن صاحبها له بنات ومن رأى موسى وهارون عليهما السلام أو أحدهما , فإنه يهلك على يديه جبارٌ ظالم. وإن رآهما وهو قاصد حربآ , رزق الظفر, وحكـي أن جــاريــة لسعيــد بــن المسيب رأت كأن موسى عليه السلام ظهر بالشام وبيده عصاء وهو يمشي على الماء , فأخبرت سعيداً برؤياها , قال: إن صدقت رؤياك , فقد مات عبد الملك بن مروان  , فقيل له : بم علمت ذلك ؟ قال : الجبــاريــن , ومـا أجــد هنـاك إلا عبد الملك بن مروان , فكان كما قال فى نفسه , وماله وأهله , وولده ثم يعرضه الله من كل ذلك , ويضاعف له  لقول الله تعالى: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهَلَهُ , ومثلهم مَّعَهُمْ ﴾ (ص : 43 )

   شعيب عليه السلام:

من رآه في المنام فإنه يكون بينه وبين قوم يبخسون المكيال والميزان معاملة ويبخسونه فيها ويؤذونه ثم يظفر بهم ويرزق بنات يصيب منهن سروراً فإن رآه مقشعراً فإنه يذهب بصره

ومن رأى داود عليه السلام على حالته أصاب سلطاناً , وقوة وملكاً .

ومن رأى سليمان عليه السلام , رزق الملك , والعلم , والفقه. فإن رآه ميتأ على منبره , أو سريره فإنه يموت خليفة , أو أمير , أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة . وقيل : من رأى سليمان انقاد له الولى والعدو وكثرت أسفاره .

 قال عبد الغني النابلسي

سليمان عليه السلام:

تدل رؤيته في المنام على الملك لمن يليق به، أو القضاء والحكم أو الفقه والفتوى لمن هو من أهل ذلك خصوصا إن توجه بتاجه، أو البسه خاتمه، أو أجلسه على سريره. وربما دانت له الصعاب، ونال من الله تعالى المنزلة العظيمة الرفيعة في الدنيا مع حسن عاقبته في الاخرة .

وربما دلت رؤيته على المحنة من جهة النساء، وتنكد من جهتهن، وإن كان الرائي واليا عزل عن منصبه، وعاد إليه، وربما تزوج بالاحتيال امرأة ذات مال و شرف. وإن كان الرائي يرزق من جهة الطيور، وإحضار الجان، أو عمل القوارير: أفاد من ذلك رزقا طويلا وربما يعدم له مال نفيس، ويجده بعد قطع إياسه منه، وربما انتصر على عدو بعد ظفره به والانتصار عليه . وإن كان الرائي ممن وقف عليه الريح وهو مسافر في البحر، أو من يحتاج إليه من غير سفر ، کاهل الذراوة وشبههم: أتاه ما يطلب . ومن رأى سليمان عليه السلام تظهر نعمة الله تعالى عليه، وربما رزق دراية طائلة، وربما دلت رؤيته على العلم باللغات، كالترجمان أو اللغة العربية، وربما دلت رؤيته على سلامة المريض: لأن من اسمه سليم، كما أن من اسمه أمان، وكما أن من إبراهيم إيراء خلافا لرؤية نوح عليه السلام، فإن رؤيته في المنام: دالة على موت المريض، لأن منه ناح ينوح، فمن ملك منسأنه، أي عصاه عليه السلام في المنام كان نماما، وإن كان مريض مات. ورؤية خاتمه عليه السلام تجدید ولاية لمن ملكه، أو ظهور راية يتعجب الناس منها، وقدمناه في حرف الخاء في خاتم. إن رأت المرأة سليمان عليه السلام كادت زوجها ومن رآه عليه السلام في منامه يرزق علم الطب، فإن رآه على منبر أو سرير ميتا، فإنه يموت خليفة أو أمیر او رئيس، ولا يعلم بموته إلا بعد حين. ومن رآه عليه السلام تکثر أسفاره، وينال ولاية يطيعه العدو والصديق فيها، إن كان أهلا لذلك.  ومن رآه عليه السلام: يكسب مالا وينال ملكا عظيما ، ويكون له سفر بعيد سريع الرجعة، وينال خير وسلامة .

ومن رأى زكريا عليه السلام , رزق على كبر ولد تقياً  ومن رأى يحيى عليه السلام , وفق للعفة , والتقوى . والعصمة حتى يصير فى ذلك واحد عصره .

ومـن رأى عيسى عليـه السـلام , دلت رؤياه على أنه رجل نفاع مبارك , كثير الخير , كثير الكفر, ويكرم بعلم الطب. وبغير ذلك من العلوم , أخبرنا الشريف أبو القـاســم جعفر بن محمد بمصر , قال: حدثنا حمزة بن محمد الكنائي قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي , قال: حدثنا داود  بن عمرو الضبيُّ ,  قال: حدثنا موسى بن جعفر الرضا , عن أبيه عن جده , قال الحسن بن علي – رضي الله عنهما ـ : رأيت عيسى ابن مريم عليه السلام في النوم . فقلت: يــا روح الله ! إني أريـد أن أنقش على خاتمي , فما أنقش عليه , قال: انقش عليه : لا إله إلا االله الملك الحق المبين , فإنه يذهب الهم والغم , وقيل: إن رأت امرأة عيسى ابن مريم عليه السلام وهي حامل : ولدت ابناً حكيماً ومن رأى مريم بنت عمران: فإنـــــــــــــه ينال جاهاً, ورتبة من الناس ويظفر بجميع حوائجه. وإن رأت أمرأة هـذه الرؤيا وهي حامل , ولدت أيضا ابناً حكيماً , وإن افترى عليها , برئت من ذلك. وأظهر الله براءتها , ومن رأى أنه يسجد لمريـم , فإنه يكلم الملك , ويجلس معه .

ومن رأى دانيال الحكيم رزق حظاً وافراً , وعلم الرؤيا وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة , وقيل: إنه يصير أميراً , أو وزير أمير.

وحكي أن أبا عبد الله الباهلي رأى كأنه حمل دانيال على عاتقه فوضعه على جدار وأحياه فكلمه , وقال له : أبشر! فإنك دخلت في جملة ورثة الأنبيـاء , وصـرت إمـامـاً مـن جملة المعبّرين .

ومن رأى الخضر عليه السلام , دل على ظهور الخصـب , والسعـة بعـد الجدب , والأمن بعد الخوف .

وقال بعضهم : من رأى كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا دينآ ودنيا .

ومن رأى كأنه بنفسه تحول نبياً معروفأ نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي , فى البلاء  ويكون آخر أمره الظفر , ويصير داعي إلى الله سبحانه وتعالى .

أيوب عليه السلام :

تدل رؤيته على البلوى وفقدان الأهل والمال والأزواج ويلهم الصبر في ذلك كله. وربما دلت رؤيته على ما خرج من يده من مال أو ولد. وربما وقع الرائي في يمين احتاج فيها إلى فقيه , وإن كان الرائي مريضاً شفي من مرضه وزال عنه سقمه, وربما بلغ ما يرجوه من إجابة دعاء أو سؤال حاجة . ومن لبس ثوبه في المنام أصابه البــلاء والنكــد وفراق الأحبــة وكثرة المرض , ثم يزول ذلك جميعه ويكون ممدوح عند الأكابر . وقيل: رؤياه تدل على البلاء والوحدة والبشارة بالعز والثواب , والمرأة إذا رأت في منامها

امرأة أيوب عليه السلام دل على سلب مالها وكشف حالها , وعلى أن عاقبتها تكون إلى خير وسلامة , وإن رآها مريض مات وكان عند الله مرحوماً أو رحمه الله تعالى , وكشف ضره لأن اسمها رحمة

براق النبي صلى الله عليه وسلم: من رآه في المنام بلغ رتبة عالية , وسافر في عز وعاد فيه أو مات شهيدأ.

دانیال عليه السلام: من رآه في المنام فإنه يصير إمامة في التعبير، وقيل: يصير أميرا، ووزير، وينال علما ويناله من ملك جبار أذى، ثم يتمكن منه، ومن رأى كأنه قد حمل دانیال عليه السلام على عاتقه ، فوضعه على جدار أو کلمه، أو بشره ببشارة، أو ألعقه بيده عسلا صار إماما من أئمة التعبير،

داود عليه السلام:

من رآه في المنام يصيب قوة وسلطان ويقع في أمر خطأ ثم يندم ویتزهد، ويبتلي بسلطان ظالم ثم ينجيه الله تعالى منه ، ويظفر به، وينصره عليه، ويرزقه الملك والشرف ، وقيل : من رأی داود عليه السلام: فإنه يكون في تلك البلدة ملك عادل، أو رئیس فاضل، أو قاض حکیم منصف، وإن كان رئيس تلك البلدة ظالم، بدله الله تعالي رئيسا عادلا، وإن كان قاضي جائر، بدله الله تعالى مكانه قاضي عادلا في حكمه، وإن كان محتملا للقضاء ناله ، ورؤية داود عليه السلام تدل على الخلافة، وربما دلت رؤيته على الامتحان بالنساء، والأنكاد من جهتهن وربما دلت رؤيته على التلاوة والتسبيح والطرب، والتحليل في القراءة، وتدل رؤيته على الإقلاع من الذنوب، والتوبة، والرجوع إلى الله تعالى، وقبول توبته، وربما دلت على السلاح وما يعمل من الحديد، وإن كان الرائي يصنع ذلك ؛ استفاد منه نعمة طائلة ،

وربما هانت عليه المصائب. وتدل رؤيته على حسن العاقبة، ومن رأى أنه تحول في صورة داود عليه السلام، أو لبس ثوبا من ثيابه ، فإن كان ممن يليق به القضاء والحكومة نال ذلك، وإن لم  يكن يليق به ذلك، فإن كانت معيشته  وصناعته من الحديد أو به: أفاد مالا ، وإن لم يكن له شيء من ذلك، فإن كان رجلا صالحا بشر بازدياد الخير، وكثرة البكاء والخشوع والحزن وإن كان عالما جائرا، ورآه بحزنه، أو يتوعده، أو رآه عبوسا في وجهه فليتق الله تعالى، وليصلح شأنه

رؤيا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم:

 أخبرنا القاسم عمر بن محمد البصري بتني ، قال: حدثنا علي بن المسافر، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي، قال: أخبرني أبو بشر عن ابن شهاب، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول : من رآني في المنام فكأنما رآني ، في اليقظة؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي

قال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني فقد رأی الحق

وأخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب ابن الحسن الكلابي بدمشق، قال: حدثني أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، عن محمد بن المصفى الحمصي، عن يحيى بن سعيد القطان ،عن سعيد بن مسلم، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فلن يدخل النار ( ليس الحديث بصحيح )

وحدثنا أبو بكر محمد بن محمد الأصفهاني بمگه حرسها الله تعالى في  المسجد الحرام ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل، عن محمد بنالمصفي، عن بكر بن سعيد، عن سعيد بن قيس، عن أبيه، قال: قال رسول الله  : لن يدخل النار من رآني في المنام ( الحديث ليس بصحيح)

قال الأستاذ أبو سعد – رضي الله اعنه -: قد بعث الله محمدا رحمة  للعالمين، فطوبى لمن رآه في حياته  فاتبعه، وطوبى لمن يراه في منامه ، فإنه إن رآه مديون ؛ قضى الله دينه ، وإن رآه مریض شفاه الله، وإن رآه محارب نصره الله ، وإن رآه صرورا حج البيت، وإن رئي في أرض جدبة ؛ أخصبت ، أو موضع قد فشا فيه الظلم ؛ بدل الظلم عدلا، أو في موضع مخوف امن أهله هذا إذا رآه على هيئته.

وإن رآه شاحب اللون مهزولا، أو ناقص بعض الجوارح ؛ فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان، وظهور البدعة ، وكذلك إن رأي كسوة رثة، وإن رأى أنه شرب دمه حبا له في خفية؛ فإنه يستشهد في الجهاد، وإن رأى أنه شرب علانيه ؛ دل ذلك على نفاقه، ودخل في دم أهل بيته، وأعان على قتلهم، فإن رآه كأنه مريض، فأفاق من مرضه ؛ فإن أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد، وإن راه عليه السلام راكبا ؛ فإنه يزور فيره راكبا، وإن رآه راجلا، توجه إلى زيارته راجلا، وإن رآه قائما ؛ استقام أمره،وامر إمام زمانه، وإن رآه يؤذن في مكان  ، خراب؛ عمر ذلك المكان، وإن رأى كأنه يؤاكله ؛ فذلك أمر منه إياه بإيتاء  زكاة ماله فإن رأى أن النبي قد مات فأنه يموت من نسله واحد وان رأي جنازته في بقعه حدثت في تلك البقعه مصيبه عظيمه فإن رأي أنه شيع |جنازته حتی قبر؛ فإنه يميل إلى البدعة ، وإن رأى أنه قد زار قبره، أصاب مالا عظيما، وإن رأى كأنه ابن النبي وليس من نسله؛ دلت رؤياه على خلوص في  إيمانه، وإن رأى كأنه أبو النبي عليه ، السلام؛ دل على وهن دينه، وضعف إيمانه ويقينه

 ورؤية الرجل الواحد رسول الله في منامه لا تختص به، بل تعم جماعة المسلمين. روي أن أم الفضل قالت لرسول الله : رأيت في المنام كأن بضعة من جسدك قطعت، فوضعت في حجري، فقال : خيرا رأيت، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما، فيوضع في حجرك. فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها

وروي أن امرأة قالت: یا رسول الله  أريت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي قال : تلد فاطمة غلاما فترضعيه»، فولدت الحسين، فأرضعته

فإن راي النبي قد أعطاه شيئا ،من مستحب الدنيا او طعام او شراب فانه ينال بقدر ما اعطاه وان كان ما اعطاه ردئ الجوهر مثل البطيخ، وغيره فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أن يقع به أذى وتعب، فإن رأى أن عضو من أعضائه عليه السلام عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه على بدعة في شرائعه قد استمسك بها دون سائرالشرائع من الإسلام ، وترك سواها دون سائر المسلمين.

سمعت أبا الحسن علي بن محمدالبغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يقول : قال ابن أبي طيب الفقير : كان بي طرش عشر سنين، فأتیت المدينة، ونمت بين القبر والمنبر،فرأيت النبي في المنام، فقلت:یا رسول الله! أنت قلت: من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي ؟، قال :عافاك الله ما هكذا قلت  ولكني قلت من سأل لي الوسيلة من عند الله وجېت له شفاعتي ، قال :فذهب على الطرش بیركة قوله: عافاك الله ،حكي عبد الله بن الجلاء، قال :دخلت مدينة رسول الله ، وبي فاقة فتقدمت إلى قبر رسول الله فسلمت عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت: يا رسول الله ! بي فاقة، وأنا ضيفك، ثم تنحيت، ونمت دون القبر فرأيت النبي جاء إلي، فقمت، فدفع إلى رغيف، فأكلت بعضه، وانتبهت وفي بدي بعض الرغيف

وعن أبي الوفاء القاري الهروي، قال : رأيت المصطفي في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمئة، وكنت أقرأ

عند السلطان، وكانوا لا يسمعون ويتحدثون، فانصرفت إلى المنزل مغتما، فنمت، فرأيت النبي كأنه تغير لونه، فقال لي عليه السلام: أتقرأ القرآن كلام الله عز وجل بين يدي قوم يتحدثون، ولا يسمعون قراءتك؟ لا تقرأ بعد هذا إلا ما شاء الله ، فانتبهت  وأنا ممسك اللسان أربعة أشهر، فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع، فحضرني أصحاب الحديث، وأصحاب الرأي، فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم، فإنه: قال إلا ما شاء الله ، وهو استثناء، فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولا، فرأيت النبي في المنام يتهلل وجهه، فقال لي: قد تبت! قلت : نعم يا رسول الله؟ قال: من تاب تاب الله عليه، أخرج لسانك! فمسح لساني بسبابته ، وقال : إذا كنت بين يدي قوم وتقرأ كتاب الله فاقطغ قراءتك حتى يسمعوا كلام الله، فانتبهت وقد انفتح ،لساني بحمد الله ومنه ،

 وحكى أن رجلا من المياسير مرض، فرأى رسول الله  ذات ليله كأنه يقول له: إن أردت العافية من مرضك فخذ لا، ولا، فلما استيقظ بعث إلى سفيان الثوري – رضي الله عنه -بعشرة آلاف درهم، وأمره أن يفرقها على الفقراء، وسأله عن تعبير الرؤيا ، فقال :معنى قوله لا ولا: الزيتونة ؛ فإن الله تعالى وصفها في كتابه فقال ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) [النور: ۳۵).وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك، قال : فتداوی بالزيتون، فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله ، وتعظيمه رؤياه

وبلغنا أن رجلا أتى رسول الله في المنام، فشكا إليه ضيق حاله ، فقال: اذهب إلى علي بن عيسى، وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك ، فقال :یا رسول الله ! بأي علامة؟ قال : قل له بعلامة أنك رأيتني على البطحاء،وكنت

على نشز من الأرض، فتزلت وجثتني فقلت: أرجع إلى مكانك. قال: وكان علي بن عیسی قد عزل فردت إليه الوزارة، فلما انتبه؛ جاء إلى علي بن عیسی، وهو يومئذ وزير، فذكر قصته ،فقال : صدقت! ودفع إليه أربعمئة دينار، فقال : اقض بهذه دينك،ودفع إليه أربعمئة دينارأخرى، فقال : اجعلها  رأس مالك، فإذا أنفقت ذلك أرجع الي

وذكر رجل يعرف بمرادك من أهل البصرة وكان يبيع الطيالسة ، قال : بعث ساجا لبعض ولاة الأهواز، وكنت  أختلف إليه في ثمنه، فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما، فمنعتني هيبته  من الرد عليه ، فانقلبت وأنا مغموم في ليلتي كذلك، فرأيت النبي  في المنام، فقلت له : يا رسول الله! إن فلانا سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، قال: ائتني به، فجئت به، فقال:أضجعه! فأضجعه، فقال : اذبحه!

فتعاظم الذبح في عيني، فقلت:

یا رسول الله ! أذبحه؟ فقال: اذبحها حتى قال ثلاث مرات، فأمررت السكين على حلقه، فذبحته، فلما أصبحت، قلت : أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله ، فذهبت فلما بلغت داره سمعت الولولة فقيل: إنه مات.

وأتى ابن سيرين رجل غير متهم في دينه فلفا، فقال : إني رأيت البارحة في النوم كأني قد وضعت رجلي على وجه رسول الله ، فقال له هل بت البارحة مع خفيك . قال : نعم قال فاخلعهما، فكان تحت إحدى رجليه درهم عليه : محمد رسول الله.

قال عبد الغني النابلسي:

نبي: من الأنبياء عليهم السلام من رآه في المنام دلت على الولد لإشفاقه عليه من نار الدنيا والآخرة، ويدل على الأستاذ لتأديبه بآدابه وعلى المؤدب لما يعلمه من كتاب الله تعالى، وتدل رؤيته الأنبياء والمرسلين عليهم السلام على الإنذار والبشارة، وإذا رآهم في الصفات اللائقة بهم أو ائتم بهم في الصلاة أو تابعهم في الطريق أو أطعموه مأكولاً طيباً أو سقوه شيئاً عطراً لذيذاً أو علموه علماً أو أخبروه، فذلك وما أشبهه دليل على حسن متابعته وحفظ سنتهم وبالعكس، ولو خالفهم في متابعته حتى يتقدم أمامهم أو يرشدهم إلى أضيق الطرق أو يسخر بهم أو يرجمهم أو لا يوافقهم في معروف، دل على بدعته وضلالته، وربما تنكد من جهة ولاة الأمور، فإن الأنبياء عليهم السلام رؤيتهم تدل على الملوك لأنهم ملوك الدنيا والآخرة، وعلى العلماء لعلمهم بالله تعالى وقربهم منه وعملهم بما شرعه من صلاة وزكاة وتوحيد وعبادة الله تعالى، وعلى ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة المحتسبين أو المؤدبين لأنهم الداعون إلى الله تعالى، وكل نبي يراه الإنسان في صفة حسنة كان دليلاً على حسن متابعة قومه له أو تجديد أمر صالح يظهر من جهتهم.

فإن رئي النبي في صفة حسنة كان ما يظهر من جهة أمته خيراً، وإن كان في صفة غير لائقة كان ما يظهر من أمته تعدياً ومخالفة لما كان يأمرهم به أو يزجرهم عنه، كأمة موسى وهم اليهود، وأمة عيسى وهم النصارى على الفريقين، وإلا فإنهم كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد انقرضت أمة موسى وعيسى عليهما السلام بانتساخ شرعهما بشرعنا اليوم، ومن ادعى النبوة في المنام ظهر منه نبأ على قدره، فإن كان أهلاً للملك ملك أو القضاء أو التدريس، خصوصاً إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر وإلا نزلت به آفة من ولي أمر بسبب باطل يدعيه أو بدعة يحدثها، وإن صار في المنام رسولاً أو داعياً إلى الله تعالى فإن أجابه أحد وقبل منه دعواه نال منزلة رفيعة، وإلا صار سمساراً أو مؤذناً على قدر رتبته أو نزلت به آفة مناسبة لمحنة ذلك النبي الذي تسمى باسمه أو تشبه به.

ومن رأى نبياً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صار في موضع فإنهم إن كانوا في حرب ظفروا بعدوهم، وإن كانوا في كرب أو قحط فرج الله تعالى عنهم وأصلح بالهم، ومن رأى أنه لبس ثوب نبي من الأنبياء عليهم السلام، فإن كان من أهل الرياسة فإنه يصيب سلطاناً، وإن كان من طلاب العلم فإنه يبلغ منه إلى درجة عالية وتظهر فضائله وبراهينه، وإن رأى أنه نبي فإنه يموت شهيداً أو يقتر في رزقه ويرزق الصبر والاحتساب على المصائب، ويصير بعده إلى الظفر والكفاية، وإن رأى أنه يعمل بعض أعمال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على صحة دينه وحسن يقينه، وإن رأى أنه صار نبياً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتصيبه شدائد الدنيا وهمومها بقدر حالة ذلك النبي بين الأنبياء عليهم السلام، ثم ينجو بلطف الله تعالى وكرمه ولا يخذل، وإن رأى نبياً من الأنبياء وهو مفلس أو طالب حاجة يسر الله تعالى أمره وقضيت حاجته ببركة ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

ورؤية الأنبياء عليهم السلام على ضربين، إما أن يرى نبياً على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه، أو يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حال الرائي وعلى شدة تصيبه ثم يفرج الله تعالى عنه، وإن رأى أنه قتل نبياً دل على أنه يخون في أمانة وينقض العهد، وإن رأى أنه في زمنا لأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه ينال شرفاً ونعمة وسلطاناً إن كان محلاً لذلك وإلا فإن الشيطان يلعب به، وإن رأى نبياً من الأنبياء عليهم السلام يضربه فإنه يبلغ مناه من أمر آخرته إن كان رجلاً صالحاً شريفاً، وإن رأى أن الأنبياء عليهم السلام يكلمونه أو كلم أحداً منهم فإن كان الكلام خيراً نال منفعة وعزاً وشرفاً وصيتاً بين الناس.

 

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

تعليق واحد على “تفسير رؤية الأنبياء عليهم السلام”

اترك رداً