تفسير رؤية الليل و النهار في المنام

img

تفسير رؤية الليل و النهار في المنام

قال ابن سيرين :

الليل والنهار :

سلطانان ضدان يطلبان بعضهما بعضا. والليل كافر، والنهار مظلم؛ لأنه يذهب بالظلام. والله تعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات وعن دينه بالنور، وقد يدلان على الخصمين وعلى الضرتين، وربما دل الليل على الراحة، والنهار على التعب والنصب، وربما دل الليل على النكاح، والنهار على الطلاق، وربما دل الليل على الكساد، وعطلة الصاع، والفار، والنهار على النفاق، وحركة الأسواق، والأسعار، وربما دل الليل على السجن؛ لأنه يمنع التصرف مع ظلمته، والنهار على الشراح، والخلاص، والجاة. وربما دل الليل على البحر والنهار على البر، وربما دل الليل على الموت، لأن الله تعالى يتوفی فيه نفوس النيام، والنهار على البعث.

وربما دلا جميعا على الشاهدين العدلين؛ لأنهما يشهدان على الخلق، فمن رأى الصبح قد أصبح، فإن كان مريضاً؛ انصرم مره بموت، أو عافية، فإن صلى عند ذلك الشبح بالناس، أو ركب إلى سفر، أو خرج إلى الحج، أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته، وحسن ما يقدم عليه من الخير، وضياء القبر، وإن استقى ماء، أو جمع طعامة، أو اشترى شعيراً؛ فإن الشبح فرجه مما كان فيه من العلة، وإن رأى ذلك مسجون، خرج من السجن، وإن رأى ذلك معقول عن السفر في بژ، أو بحر، ذهبت عقله، وجاءه سراحه، وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته، فارقها وفارقته؛ لأن النهار يفرق بين الزوجين، والمتآلفين، وإن رأى ذلك مذنب غافل بطال، أو كافر ذو هوى، تاب من حاله، واستيقظ من غفلاته ، وظلماته، وإن رأى ذلك محروم، أو تاجر قد کسدت تجارته، وتعطل سوقه، تحكت أسواقهما، وقویت أرزاقهما، وإن رأى ذلك من له عدو کافر يطلبه، أو خصم ظالم يخصمه ؛ ظفر بعدوه، واستظهر بالحق عليه، وإن رأى ذلك للعامة، وكانوا في حصار، وشدة، أو جور، أو جذب، أو فتنة، خرجوا من جميع ذلك، ونجوا منه.

وكذلك دخول الليل على النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس، وما في اليقظة، ومن رأى كأن الدهر كله ليل، ولا نهار فيه ؛ عم أهل تلك الناحية فقر، وجوع، وموت وإن رأى أين الدهر كله ليل، والقمر والكواكب تدور حول الماء؛ عم أهل ذلك المكان ظلم وزير، أو كاتب. والظلمة : ظلم، وضلالة، وإذا كان معها العد، والبرق؛ فهي أبلغ في ذلك. وقال بعضهم: طلوع الفجر يدل علی سرور، وأمي، وفرج من الهموم، وأول النهار يدل على أول الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا، ونصف النهار يدل على وسط الأمر، وآخر النهار يد على آخر الأمر، ومن رأى أنه ضاع له شيء، فوجده عند انفجار الصبح؛ فإنه يثبت على غريمه ما ينكره بشهادة الشهود؛ لقول الله تعالى : (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) [الإسراء: ۷۸].

ومن رأى أن الدهر كله نهار، لا ليل فيه، والشمس لا تغرب، بل تدور حول الماء ؛ دل ذلك على أن السلطان يفعل برأيه، ولا يستشير وزيرة فيما يريده من الأمور، والثور هو الهدى من الضلالة، وتأويله بضد الظلام.

رأت آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه كأن  نوراً خرج منها، أضاءت قصور الشام من ذلك النور؛ فولدت النبي صلى الله عليه سلم  .

وأما النور بعد الظلمة لمن رآه للعامة، إن كانوا في فتنة، أو حيرة ؛ اهتدوا، واستبانوا، وانجلت عنهم الفتنة، وإن كان عليهم جوز؛ ذهب عنهم، وإن كانوا في جدب؛ فج عنهم، وسقوا، وأخصبوا، ويدل للكافر على الإسلام، وللمذنب على التوبة، وللفقير على الغنى، وللأعزب على الوجة، وللحامل على ولادة غلام، إلا أن تكون حجبه في تختها، أو صرته في ثوبها، أو أدخلته في جيبها ، فولدها جارية محجبة جميلة .

قال عبد الغني النابلسي:

ليل :

هو في المنام يدل على البطالة فمن رأى الدهر كله ليلاً فإن معاشه يقف، هذا إذا كان الليل بلا ضوء القمر، فإن رأى الدهر كله ليلا وضوء القمر ظاهراً فإن السلطان يسند الأمر كله للوزير ويركن إليه قطاع الطريق واللصوص، والليالي المظلمة تدل على الجواري السود. ومن رأى ليلة مظلمة فهي جارية سوداء . والظلمة ضلالة، فإن كانت الظلمة مع الرعد والبرق والريح، فإنه يقع في الموضع الذي رآها فيه ضلالة، ومن رأى في داره ظلمة سافر سفرة بعيدة، والليل والنهار سلطانان يضاد بعضهما بعضا. والليل كافر والنهار مسلم.

وربما دل الليل والنهار على تقريب البعيد من خير أو شر لأنهما يليان كل جديد ويقربان كل بعيد، وربما دلت رؤيتهما على المواعظ والآداب والوقوع فيما يوجب الندم، وربما دلت رؤية الليل على تقلب الزمان وظهور الحوادث، ويدل الليل على المرأة السوداء والنهار على المرأة البيضاء وعلى حبل النساء، وتدل رؤية الليل على اللباس والنعار على المعاش ، وربما دل الليل عل سر الأمور وكتمانها والأمن من  الخوف إلا أن يكون الرائي مسافراً فإن الليل له دليل على ظلم بغشاء ويدل على اليمين لقول الله تعالى : (( والليل إذا يغشى )) [ الليل : 1] . ويدل الليل لأرباب التهجد والمعاملات على بلوغ الأمل وقضاء الحوائج والإجتماع بالغياب ، وإن رأي الليل في منامه او رأي نفسه في الليل على حالة ملهية . فإن ذلك دال على زول النعم ودهوم الحوادث ، ورؤية الليالي المشرفة كليلة القدر في المنام بشارة بكل خير ، وإن كان يطلبكنزاً ظفر به ، وكذلك رؤية ليلة النصف من شعبان وليلة الإسراء ، وليلة الجمعة .

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

اترك رداً