تفسير رؤية الوحل في المنام

قال ابن سيرين:

الوحل:

في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك، فإن رأى ذلك مريض؛ دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه؛ فإنه خروجه من المرض وعافيته، وغير المريض إذا مشى فيه، أو وحل فيه؛ دخل في فتنة، وبلاء، وغم، أو سجن، ويد سلطان، فغن خلص منه في منامه، أو سلم ثوبه، وجسمه منه في تلك الوحلة؛ سلم مما حل فيه من الإثم في الدين، والعطب في الدنيا، وإلا ناله على قدر ما أصابه. وكلما تعلك طينه، أو تعمق قعره؛ كان ذلك أصعب، وأشد في دليله، وكلما فسدت رائحته، واسود لونه؛ كان ذلك أدل على حرامه، وكثرة آثامه، وسوء نياته.

وكذلك عجن الطين وضربه لبناً لا خير فيه؛ لأنه دال على الغمة، والخصومة حتى يجف لبنه، أو يصير تراباً، فيعود مالاً يناله من بعد كد، وهم، وخصومة، وبلاء.

قال عبد الغني النابلسي:

وحل:

هو في المنام لمن مشى فيه هم يدخل فيه، وينال فتنة، ومن رأى أنه يمشي في طين فإنه هم وخوف لأهل ذلك الموضع، ولمن رأى أنه دخل فيه، وكذلك من رأى أنه يمشي في مطر بقدر ما أصابه من ذلك إذا كان قوياً غالباً، وقيل: من رأى أنه يمشي في وحل فإنه نقصان في بدنه.

وربما دل على الدين أو الكلام في العرض، وربما دل على الحمل للمرأة بالولد الذكر لقول الله تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ )) [المؤمنون: 12].

ويدل الوحل على تعطيل الحركات وقطع الصلوات. والوحل حول إذ اشتققته لما مضى من الزمان أو لما يستقبل، وربما كان الوحل لوحاً للقارئ. وربما دل الوحل على الفخر بالنعم أو الشرك والكفر بالله، ومن رأى أنه ملطخ الرأس واللحية بالطين فهو رجل يعاني الزرع وتسجيل الدين، وإن صار الوحل طيناً رزق ثناء حسناً وكان ذلك سبب سعيه في طاعة الله تعالى. وإن صار دقيقاً أو عجيناً رزق من سعيه رزقاً حلالاً طيباً، وإن تغير لون طينه الأسود إلى الأحمر دل على انتقاله من أرض إلى أرض أو من خلق إلى خلق وإلا كان يؤثر حب البيضاء على السوداء، وإن تغير لون الأحمر إلى الأسود مال إلى السوداء دون البيضاء، وربما دل الوحل على المرأة السيئة الأخلاق الصعبة المراس القليلة الحمل بالماء، وإن كانت الأرض مجدبة مقحطة، ورأى الوحل في المنام كانت بشارة حسنة بكثرة العشب، وإن كان الوحل من بئر دل على الميراث وظهور البركة والودائع والأسرار لمن دلت البئر عليه.