تفسير رؤية الملح في المنام

قال ابن سيرين:

الملح:

اختلف فيه، فمنهم من قال: إن الأبيض منه زهد في الدنيا، وخير، ونعمة، وكرهه ابن سيرين، وقيل: إن المبرز منهم هم، وشغل، وشغب، ومرض، ودراهم فيها هم، وتعب، ومن أكل الخبز به؛ فقد اقتنع من الدنيا بشيء يسير، والمملحة جارية مليحة، وقيل: من وجد ملحاً؛ وقع في شدة، أو مرض شديد.

وأما الملح، فقال القيرواني: إنه يدل على مال عليه التراب من الأموال؛ لأنه من الأرض، لاسيما أن به صلاح أقوات النفس، فهو بمنزلة الدراهم، والأموال؛ التي بها صلاح الخلق، ومعايشهم، ويدل أبيضه على بيض الدراهم، وأسوده على سود الدراهم، ومطيبه على الذهب، والمال الحلال، وربما دل على الدباغ؛ لأن كليهما أموال، وعروض، وغنائم، وهو دباغ بالحقيقة، وربما دل على الفقه، والسنن، والأديان؛ لأن به صلاح ما به معاشه، ويخشى منه، كقول بعض الحكماء في فساد العلماء:

بالملح يصلح ما يخشى تغيره

فكيف  بالملح إن حلت به الغير

وربما دل على الشفاء من الأسقام؛ لما جاء في بعض الآثار: أن فيه شفاء من اثنين وسبعين داءً، وربما دلت السبخة على دار العلم، وحلقة الذكر، ودكان المتطبب، ومعدن الفضة، والأندر، والجرين، وعلى المرأة العقيم ذات المال والغلات. فمن استفاد ملحاً في المنام، أو ورثه، أو وهب له، أو نزل عليه من السماء، أو استقاه بالرشاء؛ نظرت إلى حاله: فإن كان سقيماً؛ بشرته بالصحة، وإن كان طالباً للعلم؛ ظفر بالفقه، وإن كان طالباً للدنيا؛ عبرته له بالمال، وخليق أن تكون فائدته، وكسبه له من أسباب الملح، أو الملوحة، كالجلاد، والدباغ، والمسافر في البحر والصياد، وبائع الزيتون، والملوحة. وإن مر بسبخة في منامه، وأخذ من ملحها في وعائه، وأداه إلى بيته، فإما دواء يأخذه من طبيب، أو جواب يأخذه من فقيه، أو مال يأخذه من عجوز عقيم، أو سلعة من الملوحات يشتريها من بائعها، أو جلابها، أو عاملها، أو من أصلها، ومكانها.

والملح الأبيض: دراهم وعين.

والملح الطيب: دراهم، فيها هم، ونصب.

قال عبد الغني النابلسي:

ملح:

هو في المنام مال بلا تعب، وإذا رأيته بين المخاصمين فإنهم يصطلحون، ومن رأى أن ملح الناس فسد فإن الطاعون يحل بذلك المكان أو جور أو قحط، والملح شغل ومرض والملح هو الذي به صلاح كل شيء كالعلم بالسنة والقرآن وإعراب الكلام والإسلام والزوجة والمال والولد والرزق الحلال، وإن كان الرائي خائفاً، ورأى ملحاً رزق أمناً أو حلماً لأن عكس ملح حلم.

وكان رجل يقرأ عندنا في علم التوحيد فشرع في قراءة درس في علم النحو، ثم رأى في المنام أنه يضع حليباً على النار وفوقه الملح، فسألني عن ذلك، فقلت له: الحليب علم التوحيد وقد أدخلت عليه الملح وهو علم النحو كما قالوا جعلوا النحو في الكلام كالملح في الطعام، والشيء المالح دال على الأدوية الشافية من العقاقير، وربما دلت رؤيته على الألفية والمحبة والاجتماع على المكاره وأكل الشبهات، ومملوح السمك أخبار سارة ومملوح الزيتون نقض عهد.

ملحي: وهو بياع الملح، يدل في المنام على رجل ذي مال من الدراهم. والملحي رجل يصلح بين الناس.