تفسير رؤية النكاح في المنام

img

تفسير رؤية النكاح في المنام

قال ابن سيرين:

النكاح:

من نكح امرأته في المنام؛ فإنه يظفر بما يحاوله في أمور صناعته، فإن رأى أنه جنب؛ اختلط أمره. فإن اغتسل؛ خرج من جميع ما أصابه.

وأما نكاح الميت الحية؛ فإن كانت مريضة، أو كان عندها مريض، لحقه، واتصل به، وإلا كان ذلك شتاتاً في بيتها، أو علة في جسمها، إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح، مثل أن يقول لها: إني لست بميت، أو ترى أنه مع ذلك قد دفع إليها تبناً، أو وهبها شعيراً، فإنه خير يحيا لها، لم تكن ترجوه، أو قد يئست من ميراثه، أو عقبه، أو من زوج، إن كانت أرملة، أو من غائب يقدم عليها، إن كان لها غائب.

وأما مناكحة الميت: فإن المفعول به ينال من الفاعل خيراً، فأما الحي؛ فلعله ينال من ميراثه، أو من أحد من أهل بيته، أو عقبه، وأما الميت؛ فلعل الحي يتصدق عنه، أو يصل أهله، أو يترحم عليه. وإن كانت المنكوحة الميتة مجهولة، فإنه يحيا له أمر ميت يطلبه، إما أرض خربة يعمرها، أو بئر مهدومة يحفرها، أو أرض ميتة يحرثها، أو مطلب ميت يحييه بالطلب، ووجوه البيئة والأنصار، إلا أن يضعف ذكره عن المجامعة، أو يكسل عند الشهوة؛ فإنه يحاول ذلك، ويعجز عنه.

وأما نكاح الذكران؛ فانظر إلى المنكوح، فإن كان شاباً؛ ظفر الناكح بعدوه، وإن كان شيخاً؛ ظفر بجده، وعلا بحظه، وإن كان معروفاً؛ قهره الناكح، وظلمه، وعدا عليه، وإن كان طفلاً صغيراً؛ ركب ما لا ينبغي له، وحمل غيره مشقة لا تصلح له، وإن كان المنكوح صديقه؛ باينه بأمر لم يكن المنكوح يظنه، فإن كان بميله وإرادته؛

فإنه ينال من الفاعل خيراً، ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما، ويجتمعان على شيء مكروه.

وأما إن تزوجت المرأة زوجاً غير زوجها في المنام؛ فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها، أو زوجها من شريك يشاركه، أو ولد يعاونه، أو صانع يخدمه، ويعمل له.

وأما نكاح البهائم والأنعام المعروفة؛ فإنه دليل على الإحسان إلى من لا يراه، أو النفقة في غير الصواب، وإن كانت مجهولة؛ ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب، أو عدو، ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه، فإن كانت الدابة هي التي نكحته؛ كان هو المغلوب المقهور، إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش، ولا كان من الدابة، أو السبع، وشبهه إليه مكروه، فإنه ينال خيراً من عدوه، أو ممن لم يكن يرجوه، وقد يلد ذلك على وطء المحرمات من الإناث، والذكران إذا كان مع ذلك شاهد يقويه.

وأما نكاح المحرمات؛ فإن وطأه إياهن صلات من بعد إياس، وهبات في الأم خاصة من بعد قطيعة؛ لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه؛ بالنفقة، والإقبال، من بعد الصد، إلا أن يطأهن في أشهر الحج، أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه، فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام، ويبلغ منها مراده، وإن كانت قد تمت لذته، تكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب، وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه. ومن أحرز في يده شيئاً من نطفة، أو رآها في ثوبه، نال مالاً من ولد، أو غيره.

وقال القيرواني: أما عقد النكاح للمرأة المجهولة، إذا كان العاقد مريضاً؛ مات، وإن كان مفيقاً؛ عقد عقداً على سلطان، أو شهد شهادة على مقتول؛ لأن المرأة سلطان، والوطء كالقتل، والذكر كالخنجر والرمح، لاسيما الافتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل، وإن كانت معروفة، أو نسبت له، أو كان أبوها شيخاً؛ فإنه يعقد وجهاً من الدنيا، إما داراً، أو عبداً، أو حانوتاً، أو يشتري سلعة، أو ينعقد له من المال ما تقر به عينه، وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة، وينال منها حاجته؛ فيتعجل ما قد تأجل.

وإن رأى ميتاً معروفاً ينكح حياً؛ وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت، أو من وارثه، أو عقبه، من علم، أو غيره. والقبلة بعكس ذلك؛ لأن الفاعل فيها يصيب خيراً من المفعول به، ويقبله. ومن رأى أنه تزوج بامرأة ميتة، ودخل بها؛ فإنه يظفر بأمر ميت يحتاله، وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة. فإن لم يكن دخل بها، ولا غشيها؛ فإن ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لو دخل بها. ولو رأت امرأة أن رجلاً ميتاً تزوجها، ودخل بها في دارها، أو عندها؛ فإن ذلك نقصان في مالها، وتغير حالها، وتفريق أمرا. فإن كان دخل بها الميت في دار الميت وهي مجهولة فإنها تموت. وإن كانت الدار معروفة للميت؛ فهي على ما وصفت: نقصان في مالها.

ومن نكح امرأة في دبرها؛ حاول أمراً في غير وجهه. ومن رأى: أنه يدخل على حرم الملوك، أو يضاجعهن؛ فإنها حرمة تكون له بأولئك الملوك، عن كان في الرؤيا ما يدل على بر، وخير، وإلا فإنه يغتاب تلك الحرم. ومن رأى أن امرأته حائض؛ انغلق عليه أمره. فإن طهرت؛ انفتح عليه ذلك الأمر. فإن جامعها عند ذلك؛ تيسر أمره. فإن رأى أنه هو حائض؛ أتى محرماً. وإن رأى أنه  جنب اختلط عليه أمره، فإن اغتسل، ولبس ثوبه؛ خرج من ذلك، وكذلك المرأة. ومن رأى لامرأته لحية؛ لم تلد المرأة أبداً، وإن كان لها ولد ساد أهل بيته.

نكاح البهيمة: من يرى بهيمة تنكحه، أو نحوها؛ فإنه يؤتى إليه من الخير والإفادة فوق أمله، فإن كان ما ينكحه سبعاً، أو نحوه؛ فإنه يرى من عدوه ما يكره.

نكاح المرأة الميتة: من نكح امرأة ميتة؛ فإنه يحيا له أمر ميت، ويظفر به، أو يصيب سلطاناً من موضع لا يرجوه.

نكاح الميت للمرأة: لو رأت امرأة: أن رجلاً ميتاً ينكحها؛ فإنها تصيب خيراً من موضع لم تكن ترجوه.

النكاح والمعاونة: النكاح، والمعاونة، وسقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف.

قال عبد الغني النابلسي:

نكاح: هو في المنام يدل على المنصب الجليل، وكل نكاح يرى فيه المني في المنام حتى يجب عليه الغسل في اليقظة، فهو باطل لا تأويل له لأنه احتلام.

وقيل: من نكح رجلاً اجتمع معه على جهل.

ومن نكح رجلاً لا يعرفه فإنه يسرف في المال، ومن نكح أباه فإنه بار بأبيه، ولا يرى هذه الرؤيا عاق، ومن رأى أنه نكح أمه في القبر فإنه يموت، وإذا رأيت عدواً من الكفار ينكح مسلمة فهو دليل على غارة تحدث في ذلك المكان، وكذلك إذا نكح المسلم نساء العدو فهو غارة على العدو، والنكاح يدل على قضاء الدين والفرج للهموم، ومن رأى الخليفة نكحه نال ولاية، ومن نكح طيراً ظفر بعدو إن عرف الطير فإنه يصنع جميلاً مع من لا يراه.

ومن أراد نكاح امرأة فعادت رجلاً فإنه إن كان طالب ولاية لا ينالها ولا يتحقق له ما يرجوه، وإن كان من عامة الناس تعسرت عليه دنياه، ومن نكح امرأة عريانة نجا من هم، ومن رأى أنه ينكح سبعاً فإنه يظفر بعدوه كائناً من كان، ومن رأى أنه ينكح لبوة فإنه ينجو من شدائد كثيرة ويظفر ويعلو أمره ويكون مهيباً في الناس مرجواً، ومن رأى أنه نكح صبية فإنه يفتض جارية عذراء، ومن رأى أنه نكح نمراً تسلط على امرأة من قوم ظلمة، ومن رأى أنه نكح بإحدى فخذيه الأخرى فإنه يتزوج امرأة من أقاربه، ومن رأى أنه ينكح امرأة زانية أصاب دنيا حراماً، ومن نكح امرأته فإنه يظفر بما يحاوله من أمور صناعته، ومن رأى أنه ينكح من نساء الجنة فإنه ينال من أمور الدين على قدر جمالها، ومن رأى أنه ينكح من جواري الجنة فإنه يسمع في الدين خيراً في سرور، ويعمل خيراً في سر، وإن كانت الجارية مكشوفة فهو خير مكشوف في الدين مثل زكاة وجهاد، وسبق في حرف الميم في المجامعة بقية.

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

اترك رداً