قواعد في تعبير الرؤيا-مقال للشيخ محمد بن عمر بازمول قاعدة 11،10

القاعدة العاشرة

يرجع في تفسير الرؤيا إلى ما ورد في القرآن والسنة وعن السلف

فإن الأمور تأتي في رؤيا المسلم ترتسم معاني ما فيها بحسب ما ورد في القرآن العظيم والسنة النبوية في الغالب . وكان السلف يراعون ذلك .

فمما يستفاد منه معاني الرؤيا ما جاء في الأحاديث من تفسير بعض الرؤيا، مثل ما أخرج البخاري تحت رقم (3622)، ومسلم تحت رقم (2272)، عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا اليَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ المَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا، فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الفَتْحِ، وَاجْتِمَاعِ المُؤْمِنِينَ وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ فَإِذَا هُمُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ، الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ».

القاعدة الحادية عشرة

المعرفة بحال الشخص واعتقاداته وشؤونه مما يعين على معرفة معاني الرؤيا.

فالمزارع الذي يكد على حماره ويشتغل عليه إذا رأى في المنام لرؤيا فيها حمار فإن له عنده معنى ليس هو عند صاحب المدينة الذي يمثل عنده الحمار معنى الكسل والبلادة.

والمسلم الذي دينه القرآن العظيم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا رأى في المنام شيئاً مما ذكر في القرآن أو السنة ، يختلف عن غير المسلم الذي لا يعرف أصلاً ما في القرآن والسنة عن ذلك الشيء.

ومن أجل ذلك تجد بعض المعبرين يسألون الرائي عن بعض شأنه ليتبين معنى ما رأى عند صاحب الرؤيا.

وفي سنن الدارمي (2/ 879، تحت رقم 1440)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ وَلَمْ يَكُنْ لِي أَهْلٌ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّمَا انْطُلِقَ بِي إِلَى بِئْرٍ فِيهَا رِجَالٌ مُعَلَّقُونَ فَقِيلَ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى ذَاتِ الْيَمِينِ، فَذَكَرْتُ الرُّؤْيَا لِحَفْصَةَ فَقُلْتُ: قُصِّيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَصَّتْهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: «مَنْ رَأَى هَذِهِ؟» قَالَتْ: ابْنُ عُمَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” نِعْمَ الْفَتَى – أَوْ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ – لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ” قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا نِمْتُ لَمْ أَقُمْ حَتَّى أُصْبِحَ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي اللَّيْلَ”.

ومحل الشاهد : قوله صلى الله عليه وسلم: “من رأى هذه؟”.

 

الكاتب admin

admin

مواضيع متعلقة

اترك رداً